ظهر في الستينيات تياران فكريان مختلفان، يتمركز الأول حول الشخص والآخر حول المجموعة، وهذان التياران هما:
علم النفس الإنساني: محادثة الإرشاد/ نظرية كارل روجرز (Rogers):
وتعتمد نظرية روجرز (Rogers, 1951) على فكرة أن الفرد كلما كان واعياً بذاته ومتقبلاً لها، كان قادراً على التطوّر، والاختيار، واتخاذ القرار، وتجاوز الصعوبات التي تحول دون اندماجه وتكيّفه مع المحيط. وفي هذه المقاربة يتغير دور المستشار أو الموجه المهْني من المختص "الملم بكل شيء" والمحدد للخيارات المهْنيّة للفرد الذي "لا يعرف شيئاً" إلى دور المساعد الميسر.
النظريات المرتبطة بديناميكية المجموعة:
أشار عبيد (2009) إلى إسهامات كيرت ليفين (Kurt Lewin, 1947) أحد رواد علم النفس الاجتماعي في تطوير دراسات المجموعات، والذي أطلق على هذه الدّراسات ديناميكيات الجماعة عن طريق التفاعل والوعي الجماعي المتزايد بين أفراد الجماعة، حيث تفوق الشخصية الجماعية شخصية الفرد من حيث الأهمّية، وأضاف حول ظاهرة اتخاذ القرار داخل المجموعة ومفاهيم ديناميكية المجموعة، وكيف تصبح المجموعة محركاً قوياً وفاعلاً في تطوّر وتغيّر الأفراد –إذا ما توافرت بعض الشروط الأساسية في تنشيط تلك المجموعة-، وبالتالي تصبح للمجموعة القدرة على دفع الفرد نحو إيجاد الحل لمشكلاته وأخذ القرار، ولهذه الأعمال علاقة مباشرة مع ما نراه اليوم في مجال التّوجيه والإرشاد المهْني من طرق ومناهج وتقنيات.
وساعد أنموذج ليفين (Lewin) على إحداث التغيير بنجاح من خلال المراحل الآتية:
إذابة الجليد: وفي هذه المرحلة يتم التخلص من الاتجاهات والقيم والممارسات والسّلوكيات التي يمارسها الأفراد في الوقت الحالي.
التغيير: وهنا يتعلم الأفراد أساليب عمل ومهارات جديدة وتتوافر لهم بدائل جديدة، ويحذر ليفين (Lewin) في هذه المرحلة من الإقدام بشكل متسرع، لما سوف يترتب عليه من مقاومة شديدة ضد التغيير (اللوزي، 2002).
إعادة التجميد: ويشير ليفين (Lewin) بأنه لا يكفي القيام بالتغيير، بل المهم الحفاظ على ما تم عمله، وعلى المكاسب الناتجة عنه، من خلال المتابعة المستمرة لنتائج عملية التغيير وتقييمها، وتشجيع الاقتراحات الخاصة بالتطوير مما يساعد على تثبيت التغيير (ماهر، 2005).