يعدّ اختيار المسار المهْني أحد أهمّ التحديات التي تواجه الطّلبة عند البحث عن مسار مهني، يوفّر لهم الأمان والإنجاز على المدى البعيد، وإحدى المهام الرئيسة للإرشاد المهْني المساعدة في القيام باختيار مناسب، سواء أكان التخصص أكاديمياً أو مهنياً، وهناك عناصر لعملية اتخاذ القرار، تتمثّل بتحديد الفرد لهدفه، وجمع المعلومات، ومعرفة مدى علاقتها بالفرد وعلاقتها بأهدافه. واهتمت نظريات الإرشاد المهْني بعملية اتخاذ القرار المهْني، إذ إن اختيار الفرد لتخصص لا يمت بصلة للمهن التي يمكنه القيام بها، يؤدي إلى وقوع الفرد بالفشل في أداء مهنة تتناسب مع هذا التخصص، وينتج عن ذلك عدم رضا عن الذّات (أبو عيطة والكوشة، 2017).
ويقصد بالتّوجيه: تلك العملية التي تهدف إلى مساعدة الفرد على فهم نفسه، ومشكلاته سواء أكانت نفسية أو تعليمية أو مهنية، وعلى فهم البيئة التي يعيش فيها حتى يصبح أكثر استغلالاً لإمكانياته وإمكانيات البيئة، فالتّوجيه يسعى للكشف عن القدرات والاستعدادات وميول الأفراد، كما يهدف إلى إكساب الفرد القدرة على توجيه ذاته دون الاعتماد على شخص آخر، بحيث يكون أكثر قدرة على موازنة الأمور ونقدها والخروج بحل يرضيه، كما أنه يهدف للوصول إلى أقصى درجة من درجات نمو الإنسان، وأن يعمل إليها وفقاً لإمكانياته المختلفة، وتتجلى أهمّية التّوجيه أكثر من خلال مجموع الخدمات التي يتم تقديمها بغية تكيّف الفرد نفسياً واجتماعياً وعقلياً (صبرينة، 2014).